تواجه بعض الأمهات أثناء فترة الحمل الثاني أو بعد الولادة طفل ثان مشكلة غيرة الطفل الأول من شقيقه الجديد. فما هو السبب في هذه الغيرة وكيف تعالج الأم هذا الموقف؟
يقول الأطباء الأخصائيون في الأمراض النفسية أن الغيرة عند الأطفال أمر طبيعي يمكن أن تكون دلالة سوية لأنها تعلن أن الطفل يمر بمرحلة التعرف على العالم وعلى ذاته وعلى حقوقه وعلى معنى الامتلاك والتنافس فكلها مظاهر لازمة من مسيرة النمو وضرورة لتنمية العلاقة بالعالم الخارجي.
والطفل الصغير يشعر بأن العالم ـ وخاصة أمه ـ ملكية خاصة له وأي تدخل في ملكيته الخاصة يثير لديه حافزاً للدفاع والهجوم وتظهر الغيرة بشكل خاص حول سن الثالث عندما يشعر أن دخيلاً يشاركه عواطف أمه. وينصح الأطباء الأخصائيون تقبل الغيرة باعتبارها سلوكاً طبيعياً.
لذلك فعليها أن تحترم حقه في الغيرة ولا تنسى حقه في الرعاية. كما أن من واجبها أن تعدل بين القادم الجديد وبين الطفل الأكبر بل أن تسمح ببعض النكوص مثل العودة إلى التبول الليلي أو الرقاد في سرير المولود الجديد بشرط ألا يتمادى في ذلك.
ويضيف أطباء الخدمات الاجتماعية قائلين:
إن دور الأب والأم هو تعويد الطفل على أن يأنس للمولود الجديد وهو يقوم ببعض مطالبه خاصة وأن الطفل يتمتع بميزة كبيرة وهي القدرة على توزيع حبه وكراهيته على أكثر من شخص.
فالمسألة إذن أولاً وأخيراً على ذكاء الأم ولباقتها في تعديل جدولها بحيث يأخذ كل طفل حقه.
كيف ننبه إدراك أطفالنا؟
يختلف إدراك الطفل عن إدراك الشخص الناضج. فإدراك الطفل يتعرف على عالم جديد كما أنه بمثابة تكوين مخزن من الذكريات. أما إدراك الناضج فيحمل جزءاً من استعادة ما سبق التعرف عليه لذلك فإن عنايتنا بعملية الإدراك عند الطفل شديدة الأهمية.