قد يستصغر الآباء شأن وعودهم الكاذبة للأطفال حين يكونون صغارا فمثلا يعدونهم أنهم سيعطونهم لعبة أو ينجزون لهم رغبة إذا ما كانوا "طيبين" أو إذا نفذوا أوامرهم ، فيلبون ألأطفال رغبات الوالدين و حين يحين الوقت لتنفيذ الوعود ،يجد الإبن نفسه أمام سراب ووهم و يحضرني أنه روي أن رأى رسول الله (صى الله عليه و سلم ) امرأة تنادي طفلها وتقول له: تعال أعطيك. قال لها: ماذا أردت أنتعطيه؟ قالت أعطيه تمرة. فقال لها الرسول: أما انك لو لم تفعلى كتبت عليك كذبة.
إن الكذب على الأطفال يجعلهم يعيشون في نوع من الخوف و عدم الشعور بالأمان و قد لمست ذالك شخصيا من خلال إحدى معارفي ، كانت تعد ابنها دائما أنه إذا نفذ ما تريده أن تقوم بنزهة معه ، أو تعطيه مالا أو لعبة الخ و كانت كل مرة تخلف وعودها له و عندما كنت ألومها على تصرفاتها تقول لي إنه طفل صغير و اللآن هو كبيرتحاوز سن العشرين و حدثني أنه لا يشعر بالثقة في والدته وهو في خلاف دائم معها. على عكس زميلتي التي ترفض رفضا قاطعا أن تعد ابنتها البالغة خمس سنوات أن تشتري لها شيئا إلا إذا كانت تملك المال اللازم أو الرغبة في ذالك و حتى إن واصلت بإلحاح في مطالبها